روائع الأدب المنقول والفصيح نجيب الكيلاني شاعراً

مكنون

عفا الله عنه وجميع المؤمنين
طاقم الإدارة
قليلون أولئك الذين عرفوا الدكتور نجيب الكيلاني شاعراً مبرعاً ، عذب النغم ، أما الكثيرون فقد عرفوه بقصصه الرائعة التي برز فيها التصور الإسلامي للحياة ، وتميزت بالكلمة الطيبة والفن الصادق ، والتصوير الموحي , واللمحات الذكية ، وكان منها(نورالله ، دمٌ لفطيرة صهيون ، عمر يظهر في القدس ، قاتل حمزة )

محمد حسن برغش في كتابه ( في الأدب الإسلامي المعاصر دراسة وتطبيق ) أوقفنا وقفات منتقاة عبر فصل كامل في واحات ظليلة من ديوان ( عصر الشهداء ) للدكتور نجيب الكيلاني . وسنحاول في هدا التعريف المقتضب للكتاب أن نقفز قفزات عجلى عبر هذا الفصل . ثم سنقتطف بعض الثمار التي أهداها لنا الكاتب عبر كتابه الأدبي الإسلامي الكبير فائدة .

أولاَ : واحات من ديوان (عصر الشهداء)

يقول الدكتور الشاعر في تصوير الشاعر المزيف:

المعنى الحر يذوب

في بحر الزيف الملعون

لا شيء يكون

الكل خواء

صيحات في قلب فلاة

أما الشاعر الصادق فيقول فيه:

إن يصدق فنان نفسه

ترعاه قلوب البشريّة

تبكي معه دون رياء

أو تنشد أحلى غنّاء

أو تحرق في ثورته الكبرى

وتمزّق عار الفجر الكاذب .

وهاهي واحة تصوّر العالم المغتر بتقدّمه العلمي:

وطئت أقدامنا سطح القمر
وتحدّى العلم سلطان القـدر

وهدير الآلة الصخّاب قد
عانق الآفاق في شتّى الصور

عالم لم يحلم العقل بـــــه
مفعم بالعجب والآي الكـــبر

* * *

يا رفيقي لم يزل عالمنا
في متاهات المآسي والغـــير

غارق في يأسه محترق
ونداءات الضحايا تســـــــتعر

شبح الموت على آفاقنـا
يبذر الرعب فنوناً والعبــــــر

ظلّه الأسود يجتاح الدنا
هادراً بالحرب يلقي بالنـــذر

* * *

إنما العم بلا روح ردى
علمنا العملاق بالروح كفر

* * *

فأبو جهل على إيوانــه
ساخر النظرة للروح لأغر

هازئ بالحب لا يعنو له
فابو جهر له قلب حجــــر

ملء عطفيه غرور حاقد
لم لا يطغى وقد حاز القمر

* * *

ويحنا إن جن فينا فاجر
ورمى بالذر في يوم كدر

فلتضع كل مهارات النهى
ولتمدد في تهاويل الحفر


ويقول الدكتور في قصيدة عنتر :

إنما عنتر معنى من معاني الألمعيّة

قيمة تعلو على كل القيم

فهو فارس

وهو عملاق العدالة

وأبو لأحرار في أرض العبيد

يحتوي كل قديم وجديد

ضمن قلب كالحديد

وهو منى من معاني الكبرياء

لم يطأطئ رأسه للأدنياء

لم يته وسط قطيع الأقنعة

وجهه الأسمر من غير قناع

كلنا يعرف عنتر

لحنه يعبق بالحب المعبّر

ومن العينين ينساب أمل

لم تضعضعه تهاويم الوجل

هو للنصر مثل .


تبرز قيمة كتاب ( في الأدب الإسلامي المعاصر دراسة وتطبيق ) في نفده وتوجيهه للأدب الإسلامي المعاصر ، حيث يقول كاتبه :

وحملة الأدب الإسلامي اليوم لا بد أن يتميّزوا ، فالغاية السامية تحتاج إلى وسيلة نظيفة ، ومجتمع الإسلام لا يقبل الخلط المشين بين صور جاهليّـة وأخرى إسلاميّة .

( قل يا أيها الكافرون ، لا أعبد ما تعبدون ، ولا أنتم ابدون ما أعبد ، ولا أنا عابد ما عبدتم ،ولا أنتم ابدون ما أعبد ، لكم دينكم ولي دين ) .

ويتضح من كلامه الآتي :

أن شروط الأديب المسلم هي : فهم القرآن والسنة والعقيدة الصحيحة .

وزاده في طريقه : جهد مخلص ، ودأب صبور ، ومواهب أصيلة ، وثقافة واسعة مع عزائم غيورة على العقيدة وعلى التراث وأمينة على الحق ، لا تخاف في الله لومة لائم ، معتزة بتاريخها .

وقال عن قصّة ( الطريق الطويل ) و ( رأس الشيطان ) للكتور نجيب الكيلاني أنها لا تتوافق مع التصوّر الإسلامي .

أما القصص التي يرشحها للريادة فمثل : ( القابضون على الجمر ) لأنور رياض و( ميلاد جديد ) لحنان لحّام , و( أختاه أيتها الأمل ) لأحمد بدوي .
 
عودة
أعلى