أوراق الورد إنهم يكيدون كيدا . . . . وأكيد كيدا

مكنون

عفا الله عنه وجميع المؤمنين
طاقم الإدارة
إنّهم هؤلاء . . الذين خلقوا من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب بلا حول منهم ولا قوة ولا قدرة ولا إرادة ولا معرفة ولا هداية . . والذين هم صائرون إلى رجعة تبلى فيها السرائر ، حيث لا قوة لهم ولا ناصر . . إنهم هؤلاء . . يكيدون كيدا . ! . ! .
وأنا . . أنا . . المنشئ . . الهادي . . الحافظ . . المبدئ. . المعيد . . المبتلي . . القادر . . القاهر . . خالق السماء والطارق . . وخالق الماء الدافق . . والإنسان الناطق . . وخالق السماء ذات الرجع . . والأرض ذات الصدع . . أنا الله . . والواحد الأحد . . الفرد الصمد . . الحي القيوم . القدير القادر . . العزيز القاهر . . أنا الله . . أكيد كيدا . . فهذا كيد . . وهذا كيد . . وهذه هي المعركة . . ذات طرف واحد في الحقيقة . . وإن صوّرت ذات طرفين لمجرّد السخرية والهزء !
( فمهّل لكافرين ، أمهلهم رويدا ).. لا تعجل . . يا محمد . . ولا تستبطئ نهاية المعركة . . وقد رأيت طبيعتها وحقيقتها . . فإنما هي الحكمة وراء الإمهال . . الإمهال قليلاً . . وهو قليل حتى لو استغرق عمر الحياة الدنيا ، فما هو عمر الحياة الدنيا إلى جانب تلك الآباد المجهولة المدى ؟

هكذا كان يتنزل عليهم القرآن يوم كانت القلة المؤمنة في مكة بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلّم يعانون من كيد المشركين واضطهادهم ومؤامراتهم على الدعوة والمؤمنين بها ، وقد كانوا في هم مقعد مقيم للكيد لها والتدبير ضدها ، وابتكار الوسائل في حربها ، وفي هذا الجو المكروب المشحون تتنزل سورة الطارق بالتثبيت والتطمين ، وبالتهوين من أمر الكيد والكائدين ، وأنه إلى حين ، وأن المعركة بيده هو سبحانه ، وقيادته ، فليصبر الرسول صلى الله عليه وسلم وليطمئن هو والمؤمنون معه ، وليعلموا الحقيقة التي يغفل عنها الكثير من المؤمنين في ظل الكرب والهم والشدة والعناء ! ويقسم سبحانه : (والسماء والطارق ) ، ( والسماء ذات الرجع)، 0(والأرض ذات الصدع ) ، بأن هذا القرآن الذي يقرر الرجعة والابتلاء ، بأن هذا القرآن عامة – هو القول الفصل الذي لا يلتبس به الهزل ، القول الفصل الذي ينهي كل قول ، وكل جدل ، وكل ريب ، القول الذي ليس بعده قول ، تشهد بهذا السماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع .
 
عودة
أعلى