الإبداع القصصي الفصيح إعصار جونو

مكنون

عفا الله عنه وجميع المؤمنين
طاقم الإدارة
قلت له : لقد هجرتني ؟ قال : حل بيننا إعصار جونو.

هكذا يحلو له أن يسمي الوعكة التي حدثت بيننا يوم الإعصار وبسبب الإعصار أيضا ، لكني أسميها وعكة ... نعم تقع الأعاصير أحيانا بسبب تعاتب بين أخوين دون أن ينقص ذلك من رفرفة أرواح الشوق فضلا عن قطع حبال الوصل أو اقتلاع أعمدة الود والمحبة.

قلت : كيف يصبح الماء شحيحا والهواء في ساعة الإعصار ... وهل الإعصار إلا الماء والهواء.

قال : أذكر أن أحدهم سألني مرة عن سبب هبوب الرياح العاتية بين قرى الأشقاء.

فأجبت : أنها هبت على من هم أعظم صلاحا منا!

لكنه كان يسألني من سويداء قلبه وما استوعبت إلا يوم الإعصار.

قلت : إذا كانت الأعاصير على أوجها بين الأحبة فإنها تحتاج الصدر المعجزة الذي ينفرج في ساعتها فيمتص الغضب ويصلح العطب وتحتاج اليد المرتعشة التي ترتفع، يسوقها القلب الواثق بربه (أمَّن يجيب المضطر إذا دعاه).
 
عودة
أعلى